تم انجاز رسالة الماجستير للطالب مهدي ياسين فاخر في قسم الهندسة المعمارية عن بحثه الموسوم ” التلوّث البصري وتأثيراته في البيئة الحضرية المعاصرة دراسة سايكوفيزيائية لمنطقة الجزائر- البصرة ” وبأشراف م. د. كاظم فارس ضمد العيساوي  وتألفت لجنة المناقشـة برئاسة أ. طالب حميد الطالب وعضوية كل من أ. م. د. أريج كريم مجيد السدخان , م. د. عبد الحسين العسكري  
وتلخص بحثة بما يلي :
        يُعد التلوّث البصري من المشاكل المعقّدة التي أدت الى مظاهر مشوّهة لازمت الجانب البصري والجمالي في الواقع الحضري المعاصر. فالبيئات الحضريّة عموما وفي العراق خصوصا تمرُّ بحالة من الفوضى البصرية نتيجة الإرباك التنظيمي المتزايد في البنية العمرانية للبيئة الحضريّة وميّزاتها العامّة. وهذه الفوضى وليدة التطوّر السريع الذي شهدته البشرية في فترتها الحديثة والمتأخرة, والتي أحدثت العديد من المتغيرات المتعلّقة بالسكّان وبيئاتهم الحضريّة, وبدت تترك أضرارا بالمنظومة البيئيّة السائدة, وبصفة خاصة الأضرار التي تقع على حالة الإنسان النفسيّة والسلوكيّة.
        أنّ عدم وضوح المنهجية العلمية والمعالجة الواقعية في الحدّ من ظاهرة التلوث البصري, فضلا عن القصور النسبي في الدراسات المحليّة المتخصصة لتغطية الصورة الكاملة في بحث تأثير هذه الظاهرة على أحد أهم المكونات الأساسيّة للبيئة الحضريّة وهم مستخدميها من الأفراد والجماعات.. وشكّل ذلك بمجمله مشكلة البحث الرئيسة. فالمشكلة نتجت عن (عدم كفاية المعرفة الدقيقة حول تأثيرات التلوّث البصري في البيئة الحضريّة المحليّة المعاصرة على الحالة النفسيّة والسلوكيّة لمستخدميها وعدم وضوح المعالجات العملية لإصلاح التداعيات الناجمة عن ذلك). وعلى ضوء المشكلة البحثيّة تم تحديد هدف البحث العام في (محاولة الكشف عن الظواهر البصريّة التي تشكّل آثارا نفسيّة وسلوكيّة مختلفة في البيئة الحضريّة المحليّة المعاصرة والبحث عن مسبباتها وآليات التعامل معها).
ولتحقيق الهدف المذكور طرح البحث فرضيتين, الأولى: (ان التلوّث البصري في البيئة الحضرية المعاصرة عملية تأثير معقدة لنشاط ديناميكي منظور يعتمد على المفاهيم السايكوفيزيائية لتفسير أثر هذا النشاط على تدهور الحالة النفسية والسلوكية للشخص المتلقي, وان هذا التدهور تحكمه علاقة طرديه مع زيادة ذلك التأثير الذي يمكن التصدّي له من خلال المعالجة البصرية والجمالية). والثانية: (إن الخلل الحاصل من تأثير التلوّث البصري يمكن إصلاحه من خلال مفردات التكامل البصري للعناصر التصميمية المعمارية والحضرية وعلاقاتهما الشكلية وخصائصهما الفيزيائية ومفردات التكامل البصري للمتطلب الجمالي).
        وبذا فإن الأطار النظري والعملي للبحث تم بناؤه وفقا للتسلسل الوارد في هيكل البحث وكالآتي:
(الفصل الأول) توفير القاعدة المعلوماتية للبحث في التوصّل الى تحديد المفاهيم المرتبطة بالبيئة الحضريّة ومكوّناتها والمفاهيم النفسيّة والسلوكيّة والمفاهيم ذات الصلة بالتلوّث البصري. أما (الفصل الثاني) فتناول التلوّث البصري وحدود تأثيره في البيئة الحضريّة والتوصّل الى آليّة التأثير والتأثّر بين المتلقّي وبيئتة, وآليّة إصلاح الخلل البصري الوقائيّة والعلاجية. وأمّا (الفصل الثالث) فتم في ضوءه استخلاص المؤشّرات التي تعتمد عليها مظاهر التلوّث البصري وآلية عمله في البيئة الحضريّة والمتمثّلة بـ(التأثير والتأثّر وإصلاح الخلل). فيما تناول (الفصل الرابع) الدراسة العملية المتمثّلة في تطبيق المؤشرات المستخلصة من الفصل الثالث على منطقة الجزائر في البصرة.. لاستكشاف مظاهر التلوّث البصري وتحديد آلية إصلاح الخلل فيها, وكذلك إختبار مدى صدقيّة فرضيتي البحث وتحقيق أهدافه.
        لقد أفرزت نتائج البحث نظريّا وعمليّا استكشاف خلل بصري واضح جرّاء وجود أو حصول ظاهرة التلوّث البصري, ومدى تأثيرها على الحالة النفسيّة والسلوكيّة لمستخدمي البيئة الحضريّة, وتم تبيان هذا الخلل عبر بناء هيكل مستند على مفهوم شامل لجميع عوامل التأثير والتأثّر وإصلاح الخلل. إذ تبيّن ان التداعيات النفسيّة والسلوكيّة للأفراد على المستوى البصري والجمالي لها ارتباط مباشر بظاهرة التلوّث البصري في البيئة الحضرية المحليّة. 
لذا طرح البحث اتجاهين متوازيين للتعامل مع واقع حال هذه الظاهرة وتداعياتها, تمثّل الأول بمجموعة من الإجراءات الوقائية (القبليّة) لتجنّب حصول هذه الظاهرة أو الحد منها, وتمثّل الثاني بمجموعة من الإجراءات العلاجيّة (البعديّة) في ضوء الإستراتيجية المطروحة لأصلاح الخلل البصري الحالي وكذلك المستقبلي عبر تطبيق مفردات التكامل البصري على تلك البيئة المحلية وكذلك اعتماد هذه الأجراءات كدليل مرشد بغية تطبيقه على مفاصل التطوير الحضري اللاحق للبيئات المحلية الأخرى.




Comments are disabled.