مناقشة رسالة الماجستير الموسومة ” دور التقنيات المعاصرة في عمارة القاعات الاحتفالية الكبرى متعددة الاستخدام” في قسم هندسة العمارة / كلية الهندسة/ جامعة بغداد.
تمت مناقشة رسالة الماجستير الموسومة ” دور التقنيات المعاصرة في عمارة القاعات الاحتفالية الكبرى متعددة الاستخدام” للطالبة ” شهد واقد صالح” يوم 31/5/2018 على قاعة محمد مكية. بإشراف “ أ. د. بهجت رشاد شاهين” وترأس اللجنة أ.د. صبا جبار نعمة, المكونة من أ.د. علي محسن الخفاجي, أ.م.د. سوزان عبد حسن. ومنحت شهادة الماجستير.
وقد تناولت الرسالة القاعات متعددة الاستخدام التي ظهرت في عشرينات القرن الماضي وتطورت بشكل كبير في ستينات وسبعينات القرن, فبرزت عدد من القاعات متعددة الاستخدام المتميزة مثل قاعة جاكسون فيل في فلوريدا, وقاعة الحفلات الموسيقية المركزية في موسكو, حيث تعد من الأمثلة الرائعة عن القاعات الاحتفالية متعددة الاستخدام, في القرن العشرين. وقد شهد القرن الواحد والعشرين طفرة في مجال القاعات الاحتفالية متعددة الاستخدام حيث اصبح هنالك توجه عالمي نحو القاعات متعددة الاستخدام بدلا من القاعات أحادية الاستخدام نتيجة للتطور التكنولوجي الذي سهل وصول المحتوى الفني للمتلقي بدون الحاجة لزيارة الأبنية التخصصية, مما أدى الى تقليل عدد الزوار المتوافدين للأبنية الادائية أحادية الاستخدام وانخفاض معدلات التشغيل واستغلال المبنى. فضلا عن العامل الاقتصادي وهو احد العوامل المهمة في ظهور القاعات الاحتفالية متعددة الاستخدام مثل كلفة الأرض, وكلف التصميم والتشييد لهذا النوع من الأبنية الايقونية المهمة في المدينة او البلد. وقد شجعت هذه العوامل على إيجاد قاعة ادائية شاملة تستضيف الفعاليات المختلفة (الدرامية, والاوبرالية, والموسيقية), تلبي جميع الاذواق ومختلف الرغبات فتستقطب فئات مختلفة من الزوار مما يزيد من معدلات التشغيل على مدار العام, فضلا عن التطور التكنلوجي في مجال البناء والانشاء, وتطور التقنيات المعاصرة في السيطرة على المتطلبات السمعية والبصرية المناسبة للحدث في القاعات وأساليب العرض الافتراضية المعاصرة التي سهلت تحقيق التوازن بين الأنماط الوظيفية المختلفة. ومن هنا برزت المشكلة البحثية وهي: ظهور الفجوة المعرفية حول دور التقنيات المعاصرة في تغيير المؤشرات والمحددات التصميمية للقاعات الاحتفالية الكبرى متعددة الاستخدام, فضلا عن تحقيق المرونة والتكاملية الوظيفية فيها.
ويهدف البحث الى:
- 1-توفير قاعدة معلوماتية عن القاعات الاحتفالية الكبرى متعددة الاستخدام,
- 2-توفير المعرفة عن التقنيات المعاصرة وتأثيرها على العروض الادائية, والمنصة المسرحية وتصميمها,
- 3-التطرق الى التجربة العالمية وتحليلها من خلال مؤشرات الاطار النظري وصولا الى التوصيات الكفيلة بمعالجة الموضوع حول الحالة العراقية.
وقد توصل البحث الى عده استنتاجات منها:
- 1-تعتمد القاعات متعددة الاستخدام على تطور تكنولوجيا الماكنة والانظمة الميكانيكية، لذا فقد ساعدت التقنيات الحديثة على توفير متطلبات الانماط الوظيفية المختلفة حيث تمتاز قاعات المسارح الشاملة متعددة الاستخدام بإمكانية التغيير الشكلي والوظيفي السريع, عن طريق مجموعة من المنظومات الميكانيكية والالكترونية.
- 2-تعتمد الفكرة العامة لإنشاء القاعات الاحتفالية الكبرى متعددة الاستخدام على تامين فضاء موحد في المدينة او البلد، حيث يضم جميع انواع الفنون الادائية فضلا عن الاحداث الثقافية الاخرى كالمؤتمرات والاحتفالات, لزيادة استغلال وتشغيل المبنى وبذلك زيادة الارباح المادية العائدة منه, لكونه يكون فعال طوال العام. لذا فظهور المسرح الشامل ادى الى تقليل الحاجه للمسارح والقاعات المفردة الاستخدام المتعددة في نفس المدينة, مما يدعم العامل الاقتصادي بسبب ارتفاع سعر الارض فضلا عن ارتفاع تكاليف البناء والصيانة لعدة مباني, فقدم المسرح الشامل امكانية الاستغناء عنها واستبدالها بمبنى واحد شامل.
- 3-ادخلت القاعات الاحتفالية متعددة الاستخدام اداه سينوغرافية رقمية جديدة في خشبتها وهي تكنولوجيا الواقع الافتراضي وتقنيات الوسائط المتعددة مما ادى الى سهوله انتاج وتقديم العروض على المنصة. وقد اثر هذا الامر على معايير تصميم المسرح فباستخدام التكنولوجيا الرقمية في الانتاج المسرحي انتفت الحاجة للورش التقليدية لصنع المشاهد, فضلا عن الفضاءات الكبيرة المستخدمة لخزن المشاهد, فضلا عن دور مكننة المنصة والبرج المسرحي في تغيير المشاهد, وادارة العرض المسرحي, فقد اصبحت اداره العرض وتغيير المشاهد تتم رقميا بواسطة الحواسيب اللوحية.
- 4-يعتمد النجاح الصوتي للقاعات متعددة الاستخدام بالدرجه الاساس على توظيف منظومات التعديل الصوتي ( المنظومات الالكتروصوتية) كاداه مساعدة في تحقيق الظروف الصوتية المناسبة لكل فعالية صوتية, فضلا عن المعالجات التصميمة المرنة المناسبة المتخذة في المسارح الشاملة لتدعيم الفعالية الصوتية المتنوعة.