شهد قسم الهندسة المعمارية مناقشة أطروحة الماجستير الموسومة ب(محاكاة النظم الطبيعية الحية في قرارات الأستدامة العمرانية) للطالبة دنيا حميد علي الأنباري وقد تألفت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور بهجت رشاد شاهين مشرفا والاستاذ الدكتورة صبا جبار نعمة رئيسا والاستاذ الدكتور هدى عبد الصاحب علوان عضوا والاستاذ الدكتور شيماء حميد الأحبابي عضوا وقد عالجت الباحثة مشكلة استنزاف الموارد الطبيعية للأرض. و لأننا جزء من الطبيعة و جميع التغيرات التي تطرأ عليها تؤثر علينا و بنفس الوقت نؤثر عليها لذلك من المهم ايجاد طريقة مناسبة لمعالجة هذه المشكلة و التقليل من تأثيرها, من خلال الحفاظ على الموارد الطبيعية و محاكاة هذه الطبيعة التي هي مستدامة بطبيعتها من خلال اتخاذ الطبٌيعة كنموذج و مقٌياس. حيث إن عملية تقليد الطبيعة أو محاكاتها التي تعرف أيضا باسم Biomimicry) ) أوالتصاميم المستوحاة بيولوجياً , أي تقليد الطبيعة كأداة واستراتيجية لتحقيق الاستدامة العمرانية من خلال إيجاد حلول لمشكلات تصميمية عن طريق محاكاة العالم الطبيعي. ويتم ذلك من خلال عمليات تقليد للأشكال الموجودة بالطبيعة و محاكاة ، نماذجها، نظمها، الية عملها، وعناصرها ، ووظائفها ونظمها البيئية والتعلم من عبقريتها المتزنة وجمالياتها التي هي من صنع الخالق عز وجل . أي طبيعة النظم والمواد والعمليات والهياكل والتي طالما كانت الوسيلة المثلى والكتاب الذي لا تنضب أفكاره لاستلهام الحلول لاحتياجات الأجيال المتعاقبة والمشكلات التصميمية عبر الأزمنة وصولا إلى الاستدامة المنشودة على نحو يواجه تحديات التصميم بأستدامة وبفعالية أكثر وهي أيضا مؤطر لنظم عمل الطبيعة ومن ثم أداة منتجة وملهمة لإعادة تصور العالم المبني . استند البحث إلى مجموعة من الطروحات المعمارية والأدبيات السابقة فيما يخص الموضوع, والتي من خلالها و نظراً لأهمية محاكاة الطبيعة كنظام برزت المشكلة البحثية : بعدم توفر دراسات محلية كافية حول اهمية و دور محاكاة النظم الطبيعية الحية من حيث الشكل و التكوين و الهيكل المنشئي و النظم البيئية كأحد الوسائل و السبل لتحقيق الاستدامة العمرانية , و يهدف البحث أستخلاص المحدادات التكوينية والمنشئية و التبيؤية و الخروج بمؤشرات تطبيقية في مجال محاكاة النظم الطبيعية الحية و امكانية نقلها لتحقيق استدامة عمرانية .
استند البحث في تحقيق هدفه الى فرضية مفادها (يمكن الاستفادة من الطبيعة و نماذجها من خلال محاكاة أشكالها و اختيار النظم الهيكلية و البيئية المناسبة لها التي تساعد في تحقيق أستدامة عمرانية).
وفي ضوء ذلك تضمن الهيكل التنظيمي للبحث اربعة فصول , الفصل الأول تناول أختبار فرضية البحث ضمن محوريين أساسيين , المحور العام: الأستدامة في العمارة والمحور الخاص: محاكاة النظم الطبيعية الحية .
الفصل الثاني ناقش الدراسات النظرية السابقة التي تناولت الاستدامة المعمارية و علاقتها بمحاكاة النظم الطبيعية كنظام حي و ضمن ثلاث مجالات أساسية (الاول في مجال محاكاة الطبيعة الحية , الثاني في مجال محاكاة النظم المنشئية للطبيعة الحية وأستلهاماتها في العمارة , الثالث في مجال قرارات المباني العمرانية المستدامة بيئياً ). الفصل الثالث تناول العلاقة مابين اشكال الطبيعية الحية و استدامتها و الاشكال العمرانية المعاصرة ومن خلال تحليل مقارن لامثلة معمارية منتخبة (عالمية و عربية ) و استخلاص المفردات و المؤشرات النظرية العامة والخاصة الفعالة لكل مجال لتحقيق استدامة عمرانية .أما الفصل الرابع فتناول الاجراءات التطبيقية و التحليلية واستخراج النتائج و الاستنتاجات و التوصيات .
وإعتمد البحث إسلوب الدراسة الوصفية التحليلية , حيث تم إنتقاء (25) مشروعاً عالمياً، و ضمن ثلاث محاور (10 مشاريع بمجال محاكاة الطبيعة الحية و 10 مشاريع في مجال قرارات المباني العمرانية المستدامة بيئياً و خمسة مشاريع بمجال محاكاة النظم المنشئية للطبيعة الحية وأستلهاماتها في العمارة) لتمثل العينة البحثية للدراسة العملية و أعتمدت المخططات و المقاطع الافقية و صور داخلية و خارجية توضيحية والثلاثية الابعاد كوحدات تحليلية ، تم معالجة البيانات أستنادأ الى أسلوب التحليل الرياضي من خلال ايجاد التكرارات واستخراج النسب المئوية لأنماط محاكاة النظم الطبيعية الحية بأختلاف مجالاتها بأستعمال البرنامج المكتبي (Excel ) ورسم المخططات البيانية بأستعمال البرنامج المكتبي (Excel ).
وقد أوضحت النتائج و الاستنتاجات الى ضرورة واهمية وفاعلية محاكاة النظم الطبيعية الحية ضمن مجالاتها الثلاث في تحقيق أستدامة عمرانية لأنها تمتاز بالكفاءة و التكيف و الاستمرارية عبر الزمن ومواجهة الظروف والمتغيرات المناخية. فضلاً عن أستخدام التقنيات الحاسوبية لعمل مقاربة محاكاتية للوحدات والعناصر والية عملها مع بعض و تسهيل عملية المحاكاة , وادماج الحلول التقنية لخلق توازن بين البيئة الطبيعية و المصنعة واستغلال الطاقة , اعتماد المساحات الخضراء على السطوح و بين الطوابق (الحدائق المعلقة) , أعتماد النظم المنفعلة (الذاتية) ودمجها مع انظمة التصميم و تعزيزها بالتكنولوجيا المناسبة(الدمج بين الطبيعة والتكنولوجيا). واخيراً تم طرح الاستنتاجات النهائية للبحث متمثلة باستنتاجات الاطار النظري والعملي والتوصيات وافاق البحوث المستقبلية.