مناقشة اطروحة الماجستير الموسومة “ الخصوصية في العمران الاسلامي المعاصر – (دراسة حول مفهومي الهوية واللاشرفية على مستوى النسيج الحضري والوحدات السكنية)” في قسم الهندسة المعمارية
تم انجاز رسالة الماجستير للطالبة نورا نصيف جاسم الربيعي في قسم الهندسة المعمارية وعلى قاعة المناقشات في القسم عن بحثها الموسوم “ الخصوصية في العمران الاسلامي المعاصر – (دراسة حول مفهومي الهوية واللاشرفية على مستوى النسيج الحضري والوحدات السكنية)” تحت إشراف أ. م. د. نادية عبد المجيد السلام.المعهد العالي للتخطيط الحضري والاقليمي – جامعة بغداد ، وقد تكونت لجنة المناقشة من رئيس اللجنة: أ. م. د. أسماء نيازي طاهر قسم الهندسة المعمارية – الجامعة التكنولوجية و عضو اللجنة: أ. م. د. عباس علي حمزة آل كريزة قسم الهندسة المعمارية – الجامعة التكنولوجية و عضو اللجنة: م. د. محمد قاسم عبد الغفور قسم الهندسة المعمارية – جامعة النهرين ، وقد كان البحث حول المدينة الاسلامية التقليدية من خصوصية وهوية عمرانية انفردت بها عن سواها من المدن وميزتها عن غيرها من الحضارات.
وقد وجدنا لمفردة الخصوصية في البحوث والدراسات المعمارية معنيين مختلفين، اولهما هو معنى (Privacy ) والتي اطلق عليها البحث مفردة (الخصوصية_اللاشرفية)، والمعنى الاخر والاكثر شمولية هو معنى (Identity ) وهو ما اعطاه البحث تسمية (الخصوصية العمرانية). وكان النقص المعرفي في اثر الخصوصية_اللاشرفية في الخصوصية العمرانية (الهوية) هو احد اهم مشاكل البحث. بينما كانت المشكلة الواقعية تتمثل في فقدان الخصوصية العمرانية في النسيج العمراني المعاصر للمدينة الاسلامية. وعلى هذا الاساس هدَفَ البحث الى تحديد اثر الخصوصية_اللاشرفية في الخصوصية العمرانية (الهوية). اضافة الى تحديد المؤشرات لدعم الخصوصية العمرانية (الهوية) في النسيج المعاصر للمدينة الاسلامية.
ويحتاج الأفراد والجماعات إلى الخصوصية_اللاشرفية كمطلب من متطلبات حياتهم اليومية، ويختلف هذا الاحتياج باختلاف الوسط الذي يعيشون فيه، كما تخضع درجات الخصوصية_اللاشرفية في المجتمع الواحد لعوامل كثيرة. لذلك نجد أن الخصوصية مطلب أساسي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند تصميم أي فراغ يستخدمه الناس، وتعتبر الخصوصية من أهم العوامل التي تؤثر على الفرد في تعامله مع الفراغ الذي يستخدمه وتحدد ما إذا كان هذا الفراغ ملائما لطبيعته أم لا. وهذه الخصوصية_اللاشرفية اكد عليها الدين الاسلامي في مختلف مصادر التشريع الاسلامي من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ومصادر الفقه الاسلامي. وكان لها دور في صياغة الشكل الحضري والمعماري للمدينة الاسلامية التقليدية. واعتمادا على ذلك افترض البحث ان الخصوصية_اللاشرفية مؤثر اساس في الخصوصية العمرانية للمدينة الاسلامية التقليدية. والمتأمل للمدينة المعاصرة يلاحظ أن النسيج العمراني يأخذ طابعا لا يناسب تقاليد مجتمعنا ولا يحقق القيم التي ينادي بها ديننا، فلو نظرنا إلى الخصائص التي يجب أن تتوفر في النسيج والوحدات السكنية وأهمها الخصوصية_اللاشرفية نجد أن هذه القيمة غابت عن المصمم لان السبب الرئيسي هو نقل وتقليد للعمارة الغربية التي لا تتوافق مع تقاليد وعادات المجتمع المسلم. كما أن قوانين المباني المطبقة خلت من وجود أي اشتراطات منظمة لاماكن الفتحات أو البروزات لتحقيق الخصوصية_اللاشرفية. لهذا لجأ السكان إلى استخدام أساليب مختلفة لتحقيق الخصوصية_اللاشرفية لمساكنهم. لهذا افترض البحث ان فقدان الخصوصية_اللاشرفية في البيئة العمرانية المعاصرة، هو المؤثر الاساس في ضياع الهوية والخصوصية العمرانية للنسيج والمسكن في مدننا المعاصرة.
من هنا كان هذا البحث لدراسة الخصوصية في العمارة، ودراسة العوامل التي أثرت على مفهومها وتأثير هذه العوامل عليها، ثم دراسة حالة العمارة المعاصرة في نماذج منتقاة من مدينة بغداد. وذلك بهدف التعرف على مدى توفر الخصوصية العمرانية في العمارة المعاصرة وتحققها وهل تغير مفهوم الخصوصية_اللاشرفية وتأثيره في تكوينها، حيث يبدأ البحث في اوراقه الاولى بتقصي مفاهيم الخصوصية العمرانية والخصوصية العمرانية الاسلامية وماهية السمات التي تفرد بها العمران الاسلامي التقليدي محاولا تصنيفها على مستويي النسيج والوحدة السكنية ومن ثم الخروج بمؤشرات تمثلها تلك السمات. وفيما بعــد يـــــــــرجع البحث السمات المستخلصة من الخصوصية العمرانية الى احكامها الفقهية الخاصة بمفهوم الخصوصية_اللاشرفية في العمران الاسلامي. ومن ثم تطبيق تلك المؤشرات باحكامها على نماذج من العمران المعاصر في مدينة بغداد.