المستخلص :
ان العمارة في حالة تغير دائمة كونها مرتبطة بالزمن والتغيرات الاجتماعية ، اي ان المجتمع هو الذي ينتجها ويعطيها المعاني الخاصة بها وهو الذي يجعلها تستقر او تتلاشى وتنتهي .
يعد مفهوم القدرة على التكيف احد المفاهيم الأساسية المرتبطة بالعمارة ، فهو القدرة المتكاملة مع التغيير من خلال الاستجابة لمتغيرات البيئة الخارجية والداخلية والمجتمعية والسماح بالتغييرات الفضائية والوظيفية المختلفة من خلال مستويات التكيف والياته واستراتيجياته المستخدمة في المبنى ، مما يحسن سمات استدامة المبنى لتكوين عمارة ذكية تؤمن راحة المستخدم وتزيد امكانيته بالاستمرار عبر الزمن والاستفادة الكاملة من الابتكارات التكنولوجية ، وبأقل تأثير سلبي على البيئة وبما يحقق مواءمة بيئية للمبنى والمستخدمين له وضمن سياقه الحضري ، مما يسمح بتعزيز رفاهية المستخدم وسلامته من خلال تحقيق الراحة والصحة وجودة البيئة الداخلية والتفاعل الجيد مع فضاءات المبنى وبين المستخدمين مع بعضهم .
من هنا برز المحور العام للبحث في مفهوم التكيف ودور هذا التكيف في العلاقة بين الانسان والعمارة كونها علاقة مهمة وتعد اساسا في عملية التصميم في العمارة المعاصرة ، وعليه ركز البحث في محوره الخاص على دراسة تكيف منظومات المبنى في العمارة المعاصرة ، ومدى تأثير ذلك على تحقيق المواءمة البيئية .
وقد تبلورت مشكلة البحث العامة في ( الحاجة الى التقصي في بيان الصورة المتكاملة لمفهوم التكيف واليات تحقيقه في المباني ، حيث ارتبط مفهوم التكيف في العديد من الدراسات للتعبير عن جوانب مختلفة ولا يزال موضوع التكيف ضمن منظومات المبنى وكيفية توظيفه في العمارة بحاجة الى دراسة معمقة) .
وتركزت المشكلة البحثية في ( الحاجة المعرفية حول منهج شامل يوضح اليات التكيف في العمارة المعاصرة من خلال تكاملية اداء منظومات المبنى وتحديد آليات واستراتيجيات التكيف في تحقيق المواءمة البيئية للمبنى بقصد توفير الراحة البيولوجية للشاغلين وتحقيق مبادئ الاستدامة في العمارة المعاصرة ) .
ويهدف البحث كهدف رئيس الى ( بناء اطار نظري شامل عن مفهومي التكيف والمواءمة البيئية في العمارة المعاصرة والياته ومستوياته وامكانيات تحقيقه لمبادئ الاستدامة باستخدام التكنولوجيا المعاصرة وفق منظور تحقيق الراحة وتحسين اداء الطاقة وزيادة كفاءة استخدام الموارد الطبيعية بتكامل عمل منظومات المبنى) ، وهناك اهداف ثانوية اخرى.
ويفترض البحث ( للتكيف دور كبير في التفاعل الديناميكي لتقنيات الاستدامة لمنظومات المباني من منظومة الغلاف الخارجي والهيكل الانشائي والخدمات في العمارة المعاصرة ويتغير هذا الدور حسب التطبيق لمستويات التكيف في تلك المباني ، حيث انه كلما زادت الحاجة الى التكيف زادت مواءمة تلك المباني لبيئتها ولمستخدميها) ، وفرضيات ثانوية اخرى.
وقد تم طرح الاطار المعرفي للبحث من خلال ستة فصول متتابعة وفقا لتتابع مشكلة البحث ووفق منهجية تحليلية نقدية واستبيانية لإثبات فرضية البحث في حل مشكلته وتحقيق اهدافه والتي توضحت في :
اهتم الفصل الاول بعرض المفاهيم الرئيسية للبحث وهي : التكيف والعمارة المتكيفة والمواءمة البيئية والعمارة المعاصرة ، واستعراض اهم الدراسات والادبيات التي تناولت الموضوع ودعمت وجود الثغرة المعرفية ، وتناول الفصل الثاني في المحور الاول بالتطور التاريخي لمفهوم التكيف ، وفي المحور الثاني بأهم النظريات الفلسفية المرتبطة بالمفهوم ، في حين ركز المحور الثالث على مفهوم التكيف وتطبيقه في المباني القائمة ، وركز الفصل الثالثفي محوره الاول بتكامل عناصر المبنى للوصول الى الادائية العالية ، بينما ركز المحور الثاني على منظومات المبنى وطرق عملها في المبنى من اجل الوصول الى مفردات الاطار النظري للبحث ، وتناول الفصل الرابع بالمحور الاول بعرض اليات واستراتيجيات التكيف وبعدها تم استعراض الاطار النظري المستخلص بمفرداته ضمن المحور الثاني الذي يعد هو الاجابة النظرية على مشكلة البحث ، اما الفصل الخامس فتناول المحور الاول ببيان اسلوب ومنهج الدراسة العملية ، وتناول المحور الثاني استعراض للأمثلة المنتخبة ، واهتم الفصل السادس باختبار الفرضية من خلال تطبيق هذه المفردات على حالات دراسية وتحليل ومناقشة نتائج التطبيق للتحقق من صحتها ، وانتهى الفصل باستنتاجات البحث للجانب النظري والجانب العملي وأهم التوصيات والبحوث المستقبلية .
وقد اظهرت نتائج الدراسة النظرية والعملية اهمية التكامل في منظومات المبنى كوسيلة لتحقيق التكيف من خلال منظومات الغلاف الخارجي والهيكل الانشائي والخدمات في تحقيق الفعالية في تكيف المبنى والمواءمة البيئية مع البيئة الداخلية والخارجية
الكلمات المفتاحية : التكيف والياته ، المواءمة البيئية ، العمارة المعاصرة ، منظومات المبنى ( الغلاف الخارجي ، الهيكل الانشائي ، الخدمات ) .