مناقشة اطروحة الماجستير الموسومة ” استدامة التشكيل الكتلي في المشهد الحضري “في قسم الهندسة المعمارية

 

تم انجاز رسالة الماجستير للطالبة  لينا عدي حاتم عطرة الموسومة ب ” استدامة التشكيل الكتلي في المشهد الحضري” في قسم الهندسة المعمارية تحت اشراف  أ.م.د أريج كريم السدخان وقد تألفت لجنة المناقشة من أ.د. بهجت رشاد شاهين رئيسا وأ.م.د. ابراهيم جواد كاظم عضوا وم.د. خنساء غازي رشيد عضوا وقد دار البحث حول فلسفة الفينغ شوي كونها من اولى الفلسفات التي تناولت مفهوم الاستدامة منذ حوالي 4000 سنة مضت، كما يمكن ان تعد من احدى العلوم البيئية الشاملة كونها تدمج بين الجغرافيا و البيئة و العمارة و كذلك التأثيرات النفسية و المقاييس الجمالية، و ضعت هذه الفلسفة عناصر و مبادئ تختص في توضيح العلاقة بين البيئة المحيطة و الانسان و بما يضمن الحفاظ على الطرفين ووضعهما في حالة من التوازن و الانسجام. و بذلك يمكن اعتبار ممارسات الفينغ شوي مرجعا هاما لتخطيط وتصميم المباني، المعالم و حتى المدن. حيث ان حقيقة الفينغ شوي هو دراسة تطور البيئة الطبيعية والعمرانية و يمكننا من خلال الاستفادة من العناصر الطبيعية والتغيرات البيئية العملية تحسين البيئة المعيشية للإنسان.

و تمثلت مشكلة البحث في التساؤل حول عدم استكمال مفاهيم الدور الذي تلعبه الفلسفة الشرقية (الفينغ شوي) في رسم ملامح المشهد الحضري عموما و استدامة التشكيل الكتلي فيه خصوصا. فضلا عن غياب الدراسات المحلية و قلّة الدراسات العربية فيما يخص توظيف الفينغ شوي حضريا و لا تحتوي سوى بعض المؤشرات المجزئة. لذا فقد تحدد هدف البحث في استقصاء دور الفلسفة الشرقية (الفينغ شوي) في تشكيل المشهد الحضري و استخلاص الاسس و المعايير التي تكوّن اطارا نظريا فيما يتعلق بالتصميم الحضري و العمارة فضلا عن الاهداف الثانوية المتمثلة في الاشارة الى اهمية دراسة المكونات الفيزيائية للطبيعة و طاقاتها الكامنة لإعادة حالة التوازن و الانسجام التي فقدها الانسان اليوم في علاقته مع البيئة بشكل عام و العمارة بشكل خاص، مفترضا امكانية تطبيق الاسس و المعايير المستخلصة من تطبيقات فلسفة الفينغ شوي و بما يحقق الاستدامة الحضرية في ابعادها الثلاثة (الاجتماعية و الاقتصادية و البيئية)، فضلا عن امتلاك عناصر المشهد الحضري و تشكيلها طاقات كامنة يمكن ان تؤثر سلبا او ايجابا على الانسان.

و في ضوء ذلك تم بناء البحث بأربعة فصول: تناول الفصل الاول المشهد الحضري و تشكيله كقاعدة تعريفية لمفردات البحث و اهميتها عند تناول مفهوم الاستدامة الحضرية و التطرق الى الدراسات البيئية الغربية المعاصرة و لمحة تعريفية عن فلسفة الفينغ شوي من اجل عمل مقارنة فيما يخص منهج البحث و طرق و هيكلية و معايير التحليل. ثم ينتقل الفصل الثاني الى التعمق بدراسة الفلسفة الشرقية (الفينغ شوي) و مبادئها و عناصرها و مدارس الفكر و يتناول بشيء من التفصيل مدرسة الشكل ( احدى مدرستي الفينغ شوي) لارتباطها الوثيق بالمكونات الطبيعية و العمرانية و التقنيات البيئية المتبعة في التصميم البيئي الحديث، و من ثم توضيح العلاقة بين الفينغ شوي و الاستدامة من جهة و الفينغ شوي و التصميم البيئي المعاصر من جهة اخرى مستخلصا بذلك الاطار النظري. ثم يتناول الفصل الثالث في مبحثه الاول الاسس و المعايير المتبعة في التطبيقات الحضرية للفينغ شوي، اما المبحث الثاني فهو يختص في مناقشة امثلة حضرية و معمارية تم تصميمها و تحليلها وفقا لمفردات فلسفة الفينغ شوي المستخلصة من الاطار النظري فضلا عن طرح مشروع معماري عالمي و ثلاثة مشاريع محلية احدها مشيد و الاخر قيد التشييد اما الاخير فهو غير مشيد تم تحليلها من قبل الباحثة. ثم ينتهي البحث في الفصل الرابع و الذي يتضمن الاستنتاجات و التوصيات النهائية الخاصة بالبحث.

                        

Comments are disabled.