مناقشة اطروحة الماجستير الموسومة “ أثر تطبيق مفاهيم الاستدامة على الأبنية العالية وتجميعاتها ” في قسم الهندسة المعمارية
تم انجاز رسالة الماجستير للطالبة أسماء عادل محمود مظهور في قسم الهندسة المعمارية وعلى قاعة المناقشات في القسم عن بحثها الموسوم ” أثر تطبيق مفاهيم الاستدامة على الأبنية العالية وتجميعاتها ” وبأشراف أ. د. صبار جبار نعمة الخفاجي وقد تألفت لجنة المناقشة من أ. د. بهجت رشاد شاهين رئيسا وعضوية كل من أ. د. لؤي طه الملا حويش و م. د. شيماء حميد الاحبابي وقد دار البحث حول ضرورة الاهتمام بالبيئة الطبيعية وتقليل استنزاف الموارد الطبيعية والملوثات المنبعثة إلى البيئة. وقد تركز الاهتمام على القطاع العمراني وما يرتبط به من أنشطة إنسانية وعمليات التنمية الاقتصادية انعكست بصورة سلبية على البيئة الطبيعية نتيجة لانتشار الملوثات وما سببه انتشارها في الهواء الجوي من ظواهر التغير المناخي والاحتباس الحراري فضلا عن تعريض الموارد الطبيعية للنفاذ.
بعد تزايد بناء الأبنية العالية وانتشارها في مدن العالم بصورة منفردة أو بصورة تجميعات لأسباب اقتصادية واجتماعية وكحل لتزايد كثافة السكان في المدن، ونتيجة لكونها كبيرة الحجم وتتطلب كمية كبيرة من الموارد والطاقة لغرض إنشائها وتشغيلها لتوفير البيئة الملائمة للشاغلين وتجاوز سلبيات المناخ خاصة وأنها بنيت بمعزل عن ظروف المناخ الخارجية ولم تستغلها، فانه تم توجيه الاهتمام لتطبيق الاستدامة في الأبنية العالية لتجاوز سلبيات إنشائها وتشغيلها بطريقة تضمن تلبية متطلبات توفير البيئة الداخلية الملائمة للشاغلين وتلبية متطلبات المدن دون التأثير بشكل سلبي على البيئة الطبيعية، وبطريقة لا تجعلها معزولة عن البيئة المحيطة.
من ذلك برزت المشكلة العامة للبحث في عدم شمولية الطروحات المتعلقة بتطبيق مفاهيم الاستدامة على الأبنية العالية وتجميعاتها في المدن، أما المشكلة الخاصة فإنها تمثلت في عدم وضوح التصور المعرفي عن أولوية تحقيق مرتكزات الاستدامة في الأبنية العالية وتجميعاتها في المدن. حدد هدف البحث بتوضيح أسلوب تطبيق مفاهيم الاستدامة في الأبنية العالية وتجميعاتها في المدن وفقا لأوليات مرتكزات تحقيقها، وتوفير قاعدة معلوماتية عن القرارات التصميمية وفقا لمفهوم الاستدامة في الأبنية العالية وبقدر تعلقها بتكاملية وعمل المنظومات لتحقيق التوازن بين المرتكزات الأساسية للاستدامة. اعتمد البحث على فرضية: إن تطبيق مفاهيم الاستدامة في الأبنية العالية وتجميعاتها وفقا للعلاقة بين المرتكزات ودرجة التلازم وتحقيق التوازن بينها من شأنه أن يرفع من مستوى أدائية المبنى ويؤدي إلى إنتاج أبنية صديقة للبيئة قليلة الاستهلاك للطاقة، وإن التكامل بين المرتكزات وفقا لأهمية المبنى وسياسة تشغيله تشكل احد ركائز التصميم البيئي المستدام في الأبنية العالية.
تضمن البحث خمسة فصول، الفصل الأول: يتناول التوجه العالمي نحو الاستدامة موضحا تأثير العمارة والبيئة المبنية على البيئة الطبيعية وتوضيح العلاقة المتبادلة بينهما وتوضيح الآثار السلبية المترتبة على أسلوب تشييد المباني الذي لا يأخذ بنظر الاعتبار تأثيرها على البيئة الطبيعية، وما نتج عنه من توجه نحو الاستدامة وكيف انعكس على الأبنية من ناحية تصميمها، إشغالها، وإنشائها. أما الفصل الثاني: تناول موضوع محددات الأبنية العالية في ظل مرتكزات الاستدامة موضحا أسباب وعوامل ظهور الأبنية العالية وانتشارها حول العالم في مبحثه الأول، ليدرس في مبحثه الثاني المفاهيم التصميمية الحديثة في الأبنية العالية ومحددات الأبنية العالية في ظل المرتكزات الثلاث للاستدامة البيئي، التكنولوجي، والاقتصادي. الفصل الثالث: يتناول موضوع أصول تطبيق مفاهيم الاستدامة على الأبنية العالية وفقا لمرتكزاتها، موضحا في مبحثه الأول أنماط استهلاك الطاقة في الأبنية العالية المكتبية والمختلطة الاستخدام والتطورات التي أثرت على استهلاك الطاقة فيها مع ذكر أمثلة للأبنية العالية الرائدة في تقليل الأثر البيئي، أما المبحث الثاني فهو يوضح أساليب تطبيق مفاهيم الاستدامة في الأبنية العالية وفقا للمرتكز البيئي والتكنولوجي للاستدامة. الفصل الرابع: تم فيه استخلاص مؤشرات الإطار النظري ودراسة لأربعة مشاريع منتخبة ثم تطبيقها على المؤشرات المستخلصة. الفصل الخامس: تضمن الخروج بجملة من الاستنتاجات والتوصيات بما يخدم فرضية البحث.