مناقشة اطروحة الماجستير الموسومة (تطوير المدن التأريخية بين ضرورة الحفاظ ودواعي الأستثمار (القصبة القديمة في مدينة الكفل أنموذجاً) في قسم الهندسة المعمارية

 

تم انجاز رسالة الماجستير للطالب  كاظم محسن أبراهيم في قسم الهندسة  المعمارية   وعلى قاعة المناقشات في القسم عن بحثه الموسوم  ” تطوير المدن التأريخية بين ضرورة الحفاظ ودواعي الأستثمار (القصبة القديمة في مدينة الكفل أنموذجاً ) تحت إشراف  أ.م.د. أريج كريم مجيد السدخان وقد تكونت لجنة المناقشة من أ. طالب حميد الطالب رئيساو أ.م.د. جاسم عبود الدباغ عضواًو م.د. كاظم فارس ضمد العيساوي عضواً وقد دار البحث حول مفردتي الحفاظ والأستثمار في تطوير المدينة التأريخية، لابكونهما متضادين يمثل فيهما الحفاظ حالةً سلبيةً بالأبقاء على التراث العمراني بما هو عليه ويمثل الأستثمار حالة الأنعتاق عن هذا التراث، وإنما بوصفهما مركبي التطوير يمثل الحفاظ فيه عمليةً إبداعيةً من خلال تطويع التراث لمواكبة متطلبات الحياة المعاصرة ضمن محددات معينة تهدف الأبقاء على الصورة التقليدية للتراث بينما يمثل الأستثمار أداة التطوير فيه.

     يعد التراث العمراني السجل الفيزياوي لحضارة الأمة، وحيث إنه مادة هشة أي إن إهماله أوالنقصان فيه يمثل خسارة لايمكن تداركها لذا كانت الدراسات التي تتناول التراث، ومن ثم الحفاظ عليه، مكرسة لدواعي ثقافية مجردة، إلا إن الأهتمام بالحفاظ بوصفه فعاليةً إقتصادية بالمعنى الأعم ومشروعاً إستثمارياً بالمعنى الأخص، تطلب تطوراً في قراءتنا لقيم التراث لتشمل القيم الأقتصادية فيه من خلال -إقتصاديات الحفاظ- التي تعتبر من الدراسات الحديثة والتي تعنى في تطوير منهجيات لتحليل الأستثمارات في التراث التي تبنى عليها الجدوى الأقتصادية للإستثمار في مشاريع الحفاظ.

      تمثلت المشكلة البحثية في: النقص المعرفي، والعملي التطبيقي عن طبيعة الدور الذي يلعبه الأستثمار في مشروعات الحفاظ على التراث العمراني لتطوير المدينة التأريخية عموماً، مع التأكيد على الواقع العراقي من خلال القصبة القديمة في مدينة الكفل كحالة دراسية خصوصاً.

      يهدف البحث الى: بناء أطار فكري للحفاظ والأستثمار بغية الأفادة منه في تطوير المدينة العربية التأريخية والحفاظ على تراثها العمراني، من خلال فرضيته المتمثلة في: أن الأستثمار الموجه في تطويرالمدينة العربية التأريخية من خلال أعادة أستخدام تراثها العمراني، وبما يلائم المتطلبات المعاصرة، له جدوى أقتصادية على المستثمر والمجتمع فضلا عن الحفاظ على التراث.

    ولبلوغ هدف البحث فقد إشتمل على خمسة فصول. يهتم الفصل الأول فيه: ببناء القاعدة النظرية المعرفية الخاصة بالحفاظ على التراث العمراني لتحديد المخطط الأنسيابي للحفاظ ومقومات نجاحه، ويهتم الفصل الثاني: ببناء القاعدة النظرية المعرفية الخاصة بالإستثمار في التراث العمراني من خلال تحديد إمكانات الأستثمار والتحليلات الأقتصادية للإستثمارات في التراث العمراني، بينما إشتمل الفصل الثالث على: أساسيات الأستثمار في التراث العمراني من خلال التجارب العالمية والعربية لتحديد دور القطاعات المهتمة بالحفاظ،  والمتمثلة بالقطاع العام، والخاص والمؤسسات الخيرية، ودور التمويل الأجنبي في الأستثمار بمشروعات الحفاظ، أما الفصل الرابع فقد خصص للحالة الدراسية المتمثلة: إمكانات إستثمار التراث العمراني في القصبة القديمة في مدينة الكفل، وقد خلص البحث من خلال الفصل الخامس الى: جملة من الأستنتاجات العامة لمفردتي الحفاظ والإستثمار، والإستنتاجات الخاصة بالحالة الدراسية، وجملة من التوصيات والدراسات المستقبلية، والجهات المستفيدة من البحث0 من ابرز الإستنتاجات التي توصل إليها البحث: إن إعادة الإستخدام بوظائف سياحية أو ثقافية يتطلبها المجتمع المحلي تعد الطريقة الإقتصادية الأمثل للحفاظ على التراث العمراني لماتوفره من تمويل ذاتي لمتطلبات الحفاظ، وتسهم في جعل التراث حيوياً وفاعلاً في الحياة الإجتماعية، مضافاً الى المنافع الإقتصادية والإجتماعية للمجتمع المترتبة عن الحفاظ.





Comments are disabled.