تم مناقشة رسالة الماجستير للطالبة (رنا علاء شريف) في قسم هندسة العمارة، عن البحث الموسوم (العمارة النسيجية والتصميم المُستدام)، في يوم الثلاثاء الموافق 28-12-2021 وبأشراف (أ. م. د. هدى عبد الصاحب العلوان).
وقد تشكلت لجنة المناقشة من السادة :
- أ. د. غادة موسى رزوقي جامعة بغداد / كلية الهندسة/ قسم هندسة العمارة رئيسا
- أ. م. د. أريج كريم مجيد جامعة أوروك / كلية الهندسة/ قسم هندسة العمارة عضوا
- أ. م. د. أمجد محمود البدري جامعة بغداد / كلية الهندسة/ قسم هندسة العمارة عضوا
- أ. م. د. هدى عبد الصاحب العلوان جامعة بغداد / كلية الهندسة/ قسم هندسة العمارة مشرفا
تناول البحث موضوع العمارة النسيجية وعلاقتها بالتصميم المُستدام من خلال دراسة مقومات التصميم المستدام في العمارة النسيجية في جوانبه الثلاث البيئية والوظيفية والإنشائية، للوصول الى عمارة مستدامة صديقة للبيئة والإنسان على حدٍ سواء. بالرغم من الطروحات التي تناولت “العمارة النسيجية” من جوانب متعددة ومختلفة، إلا إنها لم تسد جميع الثغرات أو الفجوات المعرفية، لذلك فقد ظهرت (المشاكل المعرفية) الآتية:
1- وجود النقص المعرفي الكبير على مستوى الدراسات العربية والمحلية حول موضوع العمارة النسيجية.
2- غياب الإطار النظري الشمولي الذي يمكن من خلاله تحديد أبعاد العمارة النسيجية وتوضيح مقوماتها بشكل متكامل، نتيجة تركيز أغلب الدراسات على جوانب ومؤشرات مجزأة.
3- النقص المعرفي الكبير حول الدراسات التي تبحث عن السلوك البيئي والتأثير البيئي -الجوانب البيئية والإستدامة- لهياكل العمارة النسيجية.
4- قلة الفهم حول الدور الذي تلعبه العمارة النسيجية من النواحي البيئية والوظيفية والإنشائية، لخلق عمارة مستدامة صديقة للبيئة والإنسان على حدٍ سواء.
وفي ضوء المشاكل المعرفية المحددة أعلاه، فقد تبلورت (مشكلة البحث) الأساسية وكالآتي:
(غياب الإطار النظري الشامل والمتكامل حول مفهوم العمارة النسيجية، والنقص المعرفي حول مقومات التصميم المستدام – بيئياً ووظيفياً وإنشائياً – والذي يخلق عمارة نسيجية مستدامة صديقة للبيئة والإنسان على حدٍ سواء).
وإستناداً للمشكلة البحثية، أمكن تحديد (هدف البحث) وكالآتي:
( التوصل الى بناء أنموذج نظري متكامل يتحدد من خلاله مفهوم العمارة النسيجية، والمقومات الرئيسة للتصميم المستدام – بيئياً ووظيفياً وإنشائياً – لإنشاء عمارة نسيجية مستدامة صديقة للبيئة ومستوفية للمتطلبات الوظيفية والنفسية والحسية من أجل صحة ورفاه الأنسان).
المستخلص:
تعد العمارة النسيجية “Textile Architecture” توجهاً جديداً وحديثاً نسبياً، على الرغم من ان تاريخ إستخدامها قديم يعود الى آلاف السنين. الإ انها تبلورت وتطورت وبلغت أوج ذروتها في العقود الأولى من القرن الواحد والعشرين. إذ أن تفاقم المشاكل البيئية المتصاعدة والتغير المناخي ونقص الموارد و وزيادة إستهلاك مصادر الطاقة غير المتجددة وآثارها المدمرة للبيئة والإنسان والكائنات، أوجدت الحاجة الى عمارة تهدف إلى إعادة العلاقة المتناغمة والمتوازنة مع الطبيعة وتحقق أبعاد الإستدامة بيئياً وإقتصادياً وإجتماعياً من أجل صحة ورفاه البيئة والإنسان. لقد أبرزت التطورات والإبتكارات التكنولوجية الحديثة في مجال العمارة النسيجية والمواد النسيجية والغشائية، عدة حلول تقنية مستدامة أدت الى زيادة الإقبال على دراسة وإستخدام وتطبيق مثل هذا النوع من الهياكل المستدامة وخفيفة الوزن في مختلف الظروف المناخية والتطبيقات والإستخدامات المعمارية المتنوعة وفي جميع أنحاء العالم. الى جانب ذلك، تتميز العمارة النسيجية بمرونتها وقوة الشد العالية وإمكانية توفير الطاقة المستهلكة من خلال خاصية الشفافية والعزل الحراري التي تتميز بها، وإنخفاض كلف الإنشاء والصيانة مع إمكانية إنتاجها بأشكال عضوية حرة متنوعة، فضلاً عن تغطيتها لفضاءات ذات بحور واسعة دون الحاجة الى عناصر إسناد وسطية.
لقد شكل غياب الإطار النظري الشامل لمفهوم العمارة النسيجية والنقص المعرفي حول مقومات التصميم المُستدام – بيئياً ووظيفياً وانشائياً – والذي يخلق عمارة نسيجية مُستدامة صديقة للبيئة والإنسان، مشكلة البحث الرئيسة. وقد نتج ذلك عن قصور المعرفة في حقل العمارة والتصميم البيئي في تقديم أُطر نظرية واضحة وشاملة لمفهوم العمارة النسيجية نتيجة لتركيز أغلب الطروحات على مفردات ومؤشرات مجزأة للمفهوم، فضلاً عن غياب الربط الجدلي والمنطقي للمفهوم بأبعاد الإستدامة. وعلى ضوء المشكلة البحثية، حُدد هدف البحث في التوّصل الى بناء أنموذج نظري متكامل يتحدد من خلاله مفهوم العمارة النسيجية والمقومات الرئيسة للتصميم المُستدام، لإنشاء عمارة نسيجية مُستدامة صديقة للبيئة ومستوفية للمتطلبات الوظيفية والنفسية والحسية للإنسان. لقد تطلب تحقيق الهدف بناء الإطار النظري للبحث، ومن ثم تطبيق الإطار على بيئات معمارية مُنتخبة –إقليمية وعالمية- لمشاريع العمارة النسيجية، بهدف اختبار تأثير مفردات الإطار النظري في تشكيل مقومات التصميم المستدام لهذه البيئات، والخروج بإستنتاجات وتوصيات وصولاً الى عمارة نسيجية مستدامة صديقة للبيئة والإنسان.
وفي ضوء ذلك تم بناء هيكل البحث الذي يضم أربعة فصول، حيث خُصص (الفصل الأول) لتوفير خلفية معرفية عن ماهية العمارة النسيجية من خلال محورين: يتضمن المحور الأول تعريف مفهوم العمارة النسيجية وتوضيح المصطلحات والمفردات المرتبطة بها، اما المحور الثاني فيستعرض نظرة تاريخية لإصول وتطور العمارة النسيجية عبر العصور، أبتدءاً من عصور ما قبل الميلاد وحتى الوقت الحاضر. أما (الفصل الثاني) فقد خصص لتأسيس قاعدة معلوماتية نظرية عن مقومات التصميم المُستدام في العمارة النسيجية من خلال ثلاثة محاور: أولها المحور البيئي، وثانيها المحور الوظيفي بتفرعاته الأدائية والجمالية والإنسانية، وآخرها المحور الإنشائي. في حين يشتمل (الفصل الثالث) على محورين: يتضمن المحور الاول إستخلاص الإطار النظري الشامل للعمارة النسيجية المُستدامة، اما المحور الثاني فيتضمن تطبيق الإطار النظري المستخلص على بيئات معمارية منتخبة –إقليمية وعالمية- متمثلة بمشاريع مختلفة للعمارة النسيجية. وأخيرا، خصص (الفصل الرابع) للإستنتاجات النهائية والتوصيات.
وقد أفرزت النتائج التي خُلص اليها البحث في جزئيه النظري والتطبيقي، تقنيات تكنولوجية متطورة توظفها العمارة النسيجية لتحقيق عمارة تلبي مقومات التصميم المُستدام البيئية والوظيفية والإنشائية، وصولاً الى عمارة نسيجية مُستدامة صديقة للبيئة والإنسان.
الكلمات المفتاحية: العمارة النسيجية، الهياكل النسيجية، المواد النسيجية، المواد الغشائية، عمارة نسيجية مستدامة، مقومات التصميم المُستدام.