مناقشة رسالة الماجستير الموسومة بـــــــ
تـــأثير شـــبكات الــــشارع على الحياة الحضرية
والمقدمة من قبل الطالب (حيدر محمد حسين علي الهاشمي) في جامعة بغداد \ كلية الهندسة \ قسم هندسة العمارة\ في يوم الاحد المصادف 6\11\2022 وقد اشرف على اعداد الرسالة ( أ.م.د. ضرغام مزهر كريم العبيدي) وتألفت لجنة المناقشة من :
أ.د. شيماء حميد حسين \ رئيسا \ جامعة النهرين \ قسم هندسة العمارة
أ.م.د زينب راضي عباس\ عضوا” \ جامعة بغداد \ كلية الهندسة \ قسم هندسة العمارة
م.د أحمد ناطق محمد علي الشماع \ عضوا” \ جامعة بغداد \ كلية الهندسة \ قسم هندسة العمارة
المستخلص
تعد الشبكات المكانية الحضرية واحدة من أهم المؤثرات على طبيعة وفعالية الحياة الحضرية في المدن، وذلك لما تؤديه من أدوار مهمة في توزيع شبكات الشوارع وتنظيم مستويات النقل من قبل المستخدمين في مراكز المدن، وتعمل على تسهيل الربط المكاني بين مراكز المدن وبقية الأجزاء الحضرية في المناطق المجاورة أو الضواحي لتسهيل عمليات وصول المستخدمين من مناطق سكناهم الى المناطق الأخرى المقصودة كمناطق التسوق والعمل. هناك دراسات عديدة تعاملت مع هذه الموضوعات وأظهرت بأن البيئات المبنية تعاني بأستمرار من تدهور في البنى التحتية وخاصة فيما يتعلق بالاتصال المكاني والعزل المكاني بسبب عدم وجود فهم لخصائص الشبكات الحضرية المكانية وما يمكن أن تؤديه من أدوار في تطوير الحياة الحضرية وتحسين مستويات الربط والتكامل المكاني للمناطق نفسها، وهذا ماتم إيضاحه في الفصل الاول (اي المقدمة). بالتالي تبلور لدينا هنا السؤال البحثي الاتي: كيف يمكننا الاعتماد على امكانات وتحليلات الشبكة المكانية عند دراسة خصائص البيئة المبنية وبالتالي تأثيرها على الحياة الحضرية؟ وهنا كان لابد من إجراء مراجعة شاملة أجريت في الفصل الثاني لمراجعة كل ما تمت دراسته في الادبيات ذات الصلة، والتي ساعدتنا في تحديد المشكلة البحثية والتي ظهرت: بعدم وجود كفاية في الفهم والإدراك الموجود عن طبيعة العلاقة القائمة بين إمكانات خصائص شبكات الشوارع في البيئة المبنية ودورها في تحسين الحياة الحضرية، والتي تعتبر مهمة وفاعلة في مجال التصميم والتطوير الحضري. وهنا يفترض البحث وجود علاقة وثيقة في تأثير شبكات الشوارع من خلال خصائصها البنيوية الفيزياوية (كأطوال وأعراض المسارات وشكل وعدد العقد وأحجام الكتل البنائية) على الحياة الحضرية من حيث الفاعلية أو عدمها وان فهم هذه العلاقات سيقوم بتحقيق اهداف البحث ومنها ابراز دور وقيم الخصائص التركيبية لشبكات الشوارع من خلال تحديد القيم العالية لمركزية الوصول Reach Centralityوالمركزية البينية Betweenness Centrality وبالتالي تحديد المناطق الحضرية الفاعلة وغير الفاعلة.
لقد تناولت هذه الرسالة في الفصل الثالث المنهجية المتضمنة تحليل ودراسة الخصائص والعلاقات المكانية لشبكات الشوارع في مدينة معقدة كمدينة بغداد – تحديداً في منطقة الرصافة القديمة ذات الأنماط المركبة الهجينة بين الأنماط العضوية التاريخية والشبكية الحديثة – التي تعاني من العديد من مشكلات الاتصال والعزل المكاني، فضلاً عن تحديات التدهور في البنى الحضرية. أختيرت منطقة الرصافة القديمة كعينة للدراسة كونها تشكلت مادياً عن طريق عمليات البناء التراكمية الطويلة زمانياً والتي كونت نسيجاً حضرياً مركباً ولكنه غني وذا قيمة تاريخية مهمة، فضلاً عن أهميته الاقتصادية وموقعه الجغرافي المهم في مدينة بغداد. لأغراض الدراسة والتحليل تم تحديد مساحة كيلومتر مربع واحد لاختبار القيم الفيزياوية الكمية لمؤشريّ مركزية الوصول والمركزية البينية والتي تستخدم من منصة GIS لدراسة وتحليل ووصف الخصائص المكانية للبيئة المبنية المحددة في الدراسة. أما الفصل الرابع فاستعرض أهم النتائج التي بينت وجود علاقات مكانية بقيم عالية – ظهرت مواقعها ملونة باللون الأحمر على الخرائط – في مواقع المباني ذات القيم المرتبطة مع مؤشرات مركزية الوصول والمركزية البينية، وتميزت هذه المباني بكونها الأكثر تضاماً وتجزئةً اذ شكلت مجتمعة تكوينات حضرية ضمت أزقة ضيقة ومتعرجة ذات مسافات قصيرة وخاصة تلك الواقعة في الشمال الشرقي من منطقة الرصافة. وظهر لدينا الاستنتاج الرئيسي بوجود بعض المباني في المناطق العالية والشبه عالية القيمة او المتوسطة القيمة لمركزية الوصول والمركزية البينية كمباني مهجورة او مهملة، والسبب انها مخصصة كمباني ادارية او مخازن لمواد الجملة اي ان استخدامها يقتصر لفترة معينة من الوقت، مما افقدها صفة التواجد البشري الفعال على طول فترات اليوم المختلفة. توصي الرسالة بالاعتماد على المؤشرين السابقين في فهم المزيد من العلاقات المكانية لشبكة الشوارع الحضرية من اجل تفعيل قيم الاتصال والربط وعلاقتها بحركة الناس اليومية، كم يمكن الاستفادة من التوجهات المستقبلية لهذا التوجه البحثي التحليلي في الاعتماد على المؤشرات الثلاثة الاخرى: الجاذبية والقرب والاستقامة.