جرت في قسم هندسة العمارة مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة :
تطور التكنولوجيا وتعبيرية العمارة المعدنية المعاصرة
Evolution of technology and expressiveness of contemporary metal architecture
لطالبة الدكتوراه ( انيس محسن محمد) وذلك اليوم الاحد الموافق 14/5/2023 على قاعة محمد مكية..
تألفت لجنة المناقشة من الذوات:
أ.د. غادة موسى رزوقي / رئيسا
أ.م.د. امجد محمود البدري / عضوا
أ.م.د. اسامة عبد المنعم التميمي / عضوا
أ.م.د. فوزية ارحيم حسين / عضوا
أ.م.د. زهير عبد العظيم عباس / عضوا
أ.م.د. كاظم فارس ضمد / مشرفا
وبعد مناقشة الطالبة والاستماع لدفاعها وتقييم مستوى مشروع البحث، منح الطالب درجة الدكتوراه بتقدير مستوفي .
مستخلص البحث
تعَّد التكنولوجيا من أهم الوسائل المساعدة على الإبداع والابتكار بمختلف المجالات. وتعد العمارة بشكل عام والعمارة المعدنية بشكل خاص من أبرز النتاجات المتأثرة بالتكنولوجيا، لاسيما ما ارتبط منها بحقل البناء. وهناك علاقة تاريخية بين التطورات في التكنولوجيا البنائية والعمارة المعدنية متمثلة بالمرتكز المادي للتكنولوجيا البنائية والعناصر البنائية للعمارة المعدنية. وهذا الجزء المادي يعد الأكثر أهمية في التشكيل المعماري ويمثل الوسط العاكس للابداع والتعبير الشكلي المميز في العمارة المعدنية. فالعمارة المعدنية لا تتكون من مجرد كتل صماء بل لغة اتصال عبر جوانبها التعبيرية. وهذا بدوره يبرز أهمية دراسة هذه العلاقة التاثيرية المتبادلة بين التكنولوجيا البنائية والتعبيرية في العمارة المعدنية المعاصرة بكل ما تحمله من تطورات وتحولات كبيرة في التكنولوجيا البنائية وانعكاساتها على الواقع التكويني والتشكيلي الذي ميّز العمارة المعدنية المعاصرة. وبعد استقصاء العديد من الدراسات ذات العلاقة تبلورت مشكلة البحث: بغياب النظرة المعمقة لدور التكنولوجيا البنائية في تحقيق الخصائص التعبيرية في العمارة المعدنية في الفعالية التصميمية والتنفيذية المعاصرة. فالتركيز كان غالبا على أحد طرفي العلاقة؛ التكنولوجيا البنائية، او الخصائص التعبيرية. وفقا لذلك تم وضع هدف البحث: التعرف على امكانات التكنولوجيا البنائية وتشخيص تأثيرها في اظهار تعبيرية العمارة المعدنية المعاصرة. وللتعاطي مع مشكلة الدراسة وتحقيق هدفها وضعت الفرضية التي تنص على: وجود مقومات لعناصر المرتكز المادي للتكنولوجيا البنائية المتقدمة ( المتمثلة بالمفردات المنشئية والانشائية ومواد البناء المعدنية) يتم من خلالها استظهار الخصائص التعبيرية للعمارة المعدنية (الوظيفية، الرمزية، والجمالية). وفقا لذلك يتكون البحث من ستة فصول، الاول تم فيه تحليل التكنولوجيا البنائية ومعرفة اصنافها ونظامها ومكوناتها. وتم في الفصل الثاني تحديد مفهوم العمارة المعدنية المعاصرة وايضاح مميزاتها، محدداتها وتصنيفها وفقا للتكنولوجيا البنائية التي تنتجها، الى عمارة رقمية، عمارة نانوية، وعمارة ذكية وتم ايضاح عناصرها البنائية والمتمثلة بالمفردات الانشائية والمنشئية، والمواد البنائية. اما الفصل الثالث فتم فيه تحديد الخصائص التعبيرية للعمارة المعدنية المعاصرة وهي؛ الوظيفية، الرمزية، والجمالية. وفي الفصل الرابع تم ايضاح دور التكنولوجيا البنائية المتقدمة في تعبيرية العمارة المعدنية المعاصرة وذلك في ضوء آلية استظهار الخصائص التعبيرية الثلاث. وفي الفصل الخامس تم استخدام الاطار النظري المستخلص في الدراسة العملية للبحث والمتضمنة اختبار تعبيرية مجموعة من المباني المعدنية المعاصرة في ضوء التكنولوجيا البنائية التي انتجتها. واظهر الاختبار ان اكثر انواع التكنولوجيا البنائية السائدة هي التكنولوجيا الرقمية فهي اوسع انتشارا على المستوى التصميمي والتنفيذي، تليها الذكية فالنانوية. كما ظهر من خلال التحليل انَّ اكثر المواد المعدنية استخداما هو الفولاذ يليه الالمنيوم ثم التيتانيوم. كما تبين ان اكثر المفردات الانشائية والمنشئية التي عكست التعبيرية هي الاغلفة الخارجية للمباني وهذا نابع عن مستوى ثقلها على المستوى التكويني والتشكيلي والبصري ضمن المبنى الكلي. كما تبين انَّ اكثر الخصائص تاثيرا في تعبيرية المبنى هي الخصائص الوظيفية تليها الرمزية وبعدها الجمالية. وفي الفصل السادس يتم عرض الاستنتاجات العامة للبحث والتوصيات إذ يوصي البحث فيما يتعلق بالحالة العراقية برسم استراتيجية وخارطة طريق لتطوير العمارة المعدنية التي من المؤمل ان تشهد ثورة كبرى على المدى القريب والمتوسط، وذلك من خلال التطوير المفاهيمي والعملي التطبيقي على المستوى التصميمي والتنفيذي.
الكلمات الرئيسة : التكنولوجيا البنائية، العمارة المعدنية المعاصرة، التعبيرية، الخصائص الوظيفية، الخصائص الرمزية، الخصائص الجمالية .
اهداف البحث:
التعرف على امكانات التكنولوجيا البنائية المتقدمة، بانواعها الثلاث؛ الرقمية، الذكية، والنانوية، وحدود دورها في إظهار التعبيرية في الشكل والمضمون للعمارة المعدنية المعاصرة.
التوصيات
- ضرورة توسيع القاعدة المعرفية للمفاهيم والمتطلبات الخاصة بالعناصر البنائية؛ المواد البنائية المعدنية، والمفردات الانشائية والمنشئية، في ضوء تطورات التكنولوجيا البنائية المتلاحقة وما يترتب عليه من انعكاسات تعبيرية شكلية على نتاج العمارة المعدنية، مع ضرورة إعداد التقارير والدراسات المتتبعة لتلك المتغيرات بغية تنمية الوعي التكنولوجي عموماً والبنائي على وجه الخصوص وفتح آفاق جديدة للإبداع، خاصة على المستوى الأكاديمي، تنطلق من الإبداع التكنولوجي البنائي بحيث لا يمثل جانباً ثانوياً تكميلياً بل جانبا فاعلا ومؤثرا في التعبيرية الشكلية للنتاج المعماري المعدني.
- يوصي البحث بضرورة اهتمام المؤسسات الاكاديمية ومراكز البحث المتخصصة بإعداد دراسات تأخذ بنظر الاعتبار تطويع التكنولوجيا البنائية في العمارة المعاصرة وبما يتلاءم مع اظهار الخصائص التعبيرية الشكلية في العمارة المعدنية المعاصرة.
- يوصي البحث بضرورة اهتمام المؤسسات الاكاديمية بتعميق القاعدة المعرفية لجوانب التكنولوجيا البنائية في الدراسات المعمارية، وإبراز أهميتها من الناحية التطبيقية والتعبيرية وبما يتلاءم مع الدراسة المعمارية.
- ضرورة تطوير المناهج النظرية (لاسيما في حقليّ التكنولوجيا البنائية وإنشاء المباني) وإدخال مفردات تعنى بتطورات التكنولوجيا البنائية في جوانب العمارة المعدنية والمنشأ المعدني في الدراسات الأولية والعليا والذي تتضمنه مناهج الدراسة المعمارية في الجامعات العالمية.
- يوصي البحث التوسع في عملية تحليل الشكل المعماري بالتركيز على الخصائص التعبيرية الثلاث؛ (الوظيفية، الرمزية، والجمالية كأحد جوانب توليد التعبير الشكلي للعمارة المعدنية المعاصرة، حيث ينحصر غالب التنظير والتدوين في العمارة في مسألة التكوين الشكلي على المقارنة الشكلية، وتدوين تاريخ ظهور طرز الأشكال، ووصف معالمها وانتشارها ومقارناتها فقط.
- يوصي البحث كذلك بضرورة أن يوازن المعماري المحلي بين خبراته المكتسبة ومعرفته العامة وبين خروجه عن المألوف والسائد، أو ما يعد من المسلمات والقواعد المتبعة في الأوساط المعمارية لكي يصل إلى الإبداع المعماري المنشود.
- محاولة الابتعاد عن التقليدية والتكرار في المعالجات التصميمية والتنفيذية على مستوى تعبيرية النتاج المعماري المعدني المحلي، والسعي دائماً نحو تقصي التطورات التكنولوجية البنائية العالمية وإدخالها ضمن النتاج المحلي، بحيث تظهر لنا عمارة معدنية محلية ذات مرتكزات مادية وفكرية تتلاءم وتلك التطورات العالمية في جوهرها وتعبيرها الشكلي الخارجي.
- التكامل الفكري والعلمي والتقني بين المهندس المعماري والمهندس الإنشائي، في ضوء البحوث النظرية المشتركة والتجارب العملية الميدانية والمختبرية كذلك، وهذا ما يخلق تطوراً ملحوظاً في العمارة المعدنية، والذي يؤثر بدوره في تشكيل الطابع التعبيري للسياق المعماري المميز للمدن.