تمت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة” أثر القيم الحضارية في تركيب الفضاء الحضري لمراكز المدن للطالب محمد مهدي حسين في قسم هندسة العماره بكلية الهندسة/جامعة بغداد.وقد اشرف على إعداد الأطروحة أ.م .د.هدى عبد الصاحب العلوان.وتألفت لجنة المناقشة من أ.د غــادة موسـى رزوقـي (رئيسا),أ. طالب حميد الطالب(عضوا), أ. م. د. حمزة سلمان جاسم (عضوا),
أ.م .د وحدة شكر محمود (عضوا), أ.م.د أنعام أمين البزاز (عضوا).
بعد امتحان لجنة المناقشة الطالب في محتويات الأطروحة,قررت اللجنة منح الطالب شهادة الدكتوراه
ملخص بحث الطالب هو كالآتي:
يمثل تركيب الفضاء أحد حقول المعرفة في العمارة والتصميم الحضري الذي تتزايد أهميته منذ ثلاثة عقود ولحد الان في البحوث النظرية والتطبيقية، إذ يستند في حججه المنطقية لتفسيره للظواهر الحضرية على الترابط بين خصائص النظم الشكلية الرياضية والخصائص الاستطرادية الثقافية. ومن هذا المنظور يتناول البحث متغيراً أساسياً يشكل الخصائص المميزة للمدن وهو (القيم الحضارية)، والتي يظهر تأثيرها واضحا في مراكز المدن.
وتتجسد العلاقة التقليدية للمركز بمحيطه الحضري بالعلاقة التفاعلية بين الانسان أو المجتمع والحياة اليومية من جهة ، والبيئة المادية لكل المدينة ومنها المركز من جهة ثانية . ومن هنا تحددت المشكلة العامة للبحث : بــعــزل مـــراكز المدن عن الحياة اليومية للمدن في القرن الحادي والعشرين، إذ لم يعد النظام الاجتماعي والبنية الاجتماعية منتجين للمراكز أو كثمرة العلاقات الاجتماعية، وانما تنتج المراكز الحضرية المعاصرة نتيجة لعوامل أهمها الاقتصادية التي استبدلت البنية الهرمية للمدينة بـ”شبكة المراكز” التي تحتوي العــقد الاكثر ربحية. ومن خلال ما تناوله البحث من دراسات سابقة في هذا المجال، تم التوصل الى المشكلة الخاصة للبحث وهي: ان البحوث المتخصصة في مجال منهجية تركيب الفضاء والنظريات الملحقة بها، لم تكشف عن العلاقة بين القيم الحضارية والتشكيل الفضائي(كمفهوم يعبر عن تركيب الفضاء) لمـــراكز المدن.
وقد سعى البحث لمعالجة المشكلة الخاصة من خلال تحديد هدف أساسي يتمثل بكشف العلاقة بين القيم الحضارية والتشكيل الفضائي لمراكز المدن. وقد تضمن هيكل البحث سبعة فصول، اهتم(الفصل الاول) بتوفير المعرفة عن القيم الحضارية، في حين خصص (الفصل الثاني) للقيم الحضارية في التوجهات الحضرية والفكرية واستراتيجيات التصميم الحضري المنبثقة من هذه التوجهات كآليات تطبيقية تجسد هذه القيم. ومن ثم توفير المعرفة عن تركيب مراكز المدن كما في (الفصل الثالث) والتحول الى مفهوم المركزية الفضائية، والتي قادت في (الفصل الرابع) لدراسة تركيب الفضاء الحضري لمراكز المدن. وقد تم استخلاص الاطار النظري وصياغة فرضية البحث وافتراض نموذج فكري يفسر تأثــــير القيم الحضارية على تركيب الفضاء الحضري لمراكز المدن في (الفصل الخامس). ومن ثم قياس هذا التأثير في مراكز مدن عالمية وعراقية وفقاً لمنهجية تركيب الفضاء في (الفصل السادس)،وينتهي البحث بالاستنتاجات والتوصيات في(الفصل السابع).
توصل البحث الى استنتاج ان التشكيل الفضائي يتبع القيم الحضارية التي تسلك سلوك المتغير المستقل بينما يكون التشكيل الفضائي المتغير التابع من خلال:
1-قيم النماذج الحضارية الجديدة (التي تجسدها استراتيجيات التصميم الحضري كمراكز جديدة أو كتحولات وتغيرات لمراكز قائمة)، تنشئ مركزية فضائية عالية واتصالية عالية وجذب عالي وزيادة في التمايز الفضائي في الشبكة مما يؤدي الى مضاعفة الحركة.2- المركزية العالية للمراكز الجديدة تحدث تغييرات في الخصائص المورفولوجية في المواضع المجاورة والقريبة في الشبكة الفضائية التي تستجيب مورفولوجياً لخصائص هذه المراكز بطريقة توليدية للفضاء. مما يجعل التشكيل الفضائي يتأثر بالقيم الحضارية. وهو مـا يعني ان تحول المركز كجـــزء فعال من الحياة اليومية للمدينة مشروط بتحول القيم الحضارية(قيم النموذج الحضاري الجديد أيديولوجياً ومعرفياً) الى قيم اجتماعية، وتحول القيم الحضارية الى قيم اجتماعية مشروط بعاملين محددين للتشكيل الفضائي، الاول :بتحول وتغير خصائص المورفولوجيا الفضائية الذي يحدثه المركز بالمناطق المحيطة، والثاني مشروط بمحددات الترابط العلائقي للمركزية الفضائية من خلال (نموذج المركزية الحية واقتصاد الحركة، وقانون المركزية كعملية مزدوجة) وهذه الشروط تؤثر بالتشكيل الفضائي الموضعي والشمولي مما يجعل تأثير القيم الحضارية مولداً للفضاء الحضري.
Comments are disabled.