تمت مناقشة أطروحة الدكتوراه للباحثة فوزية إرحيم حسين الاسدي واشراف أ.د. غادة موسى رزوقي على قاعة محمد مكية في قسم العمارة جامعة بغداد يوم الخميس الموافق 13/12/2018 وكانت لجنة المناقشة برئاسة أ.د. صبا جبار نعمة وعضوية كل من أ.م.د. اريج كريم مجيد أ.م.د. عباس علي حمزة ، أ.م.د. انوار صبحي رمضان ، ا.م.د. كاظم فارس ضمد
وقد تم قبول الاطروحة مع حصول الباحثة على درجة امتياز
ناقشت الاطروحة اهتمام الفلاسفة والمفكرون عبر الحقب الزمنية المختلفة بموضوع الإمكان ، وطرحت مفاهيم تخص الإمكان في العمارة في ادبيات القرن العشرين مما فتح افقا مهما لفهم العمارة وتحليلها. لكن هذه الادبيات تركزت في جانب فلسفي بحت وفي طرح معماري عام والافق الذي تفتحه مفاهيم الإمكان لا يقتصر على فهم العمارة، بل يتعداه لتقديم سعة كبيرة في التصميم المعماري. كما ظهر في تصاميم عدد من المعاريين في العالم وفقا لرؤيتهم او كما قدمته الدراسات النقدية عن اعمالهم، وارتباطها بمقومات جوهرية واساسية في العمارة عبر العصور مما يوضح الحاجة الى دراسة الموضوع من جوانب تفصيلية موضوعية في العمارة عموما والعمارة العراقية على وجه الخصوص والتي تحتاج الى الكثير من الدراسات في ما يسهم في توسيع افق تحليلها في التصميم المعاصر والذي يشترك فيه كل من المصمم ومقومات العمارة.
وكانت مشكلة البحث : النقص المعرفي بابعاد مفهوم الإمكان الذاتية والموضوعية وكيفيه تحققه في نتاج العمارة بشكل عام والعمارة العراقية المعاصرة على وجه الخصوص.
هدف البحث بالاتي: ايضاح ابعاد إمكان كل من الذات والموضوع في العمارة وايضاح كيفية تحققه في النتاج المعماري ضمن تفاعل إمكان الذات والموضوع في العمارة بشكل عام وفي العمارة العراقية المعاصرة على وجه الخصوص .
الاستنتاجات
- يتصف عمل المعماري بانه عملية ذات بعدين، البعد الأول ذاتي و يتعلق بالمعماري الذي يلتقط ويدرك ويلاحظ ويقوم بالعمليات المختلفة التي تجد تناغما من أجل إنتاج عمل مميز من خلال توظيف الحدس والخبرة الحسية والمعرفية فضلا عن التخيل الذي يتميز به، اما البعد الثاني فهو الموضوعي يتعلق بالناتج، المادة، الشكل، والظروف البيئية والحضارية التي تحيط بالمعماري، و بين البعدين تحدث عملية شديدة التعقيد وهي عملية اتحاد الذات مع الموضوع ليتحقق الامكان ويخرج الى الواقع فتظهر العملية الإبداعية في العمل المعماري.
- تظهر صفة الامكان في الذات من خلال قدرتها على التفاعل مع امكان الموضوع، وتشمل هذه القدرة الانفعال بما هو معطى والفعل من خلال تثبيته بهياة معينة، بمعنى ان صفة الامكان في الموضوع تتحقق بحضور ذات مهيأة، فتعمل كمحرك للموضوعات التي تحيط بها. ويبرز دور الذات هنا من خلال ما يمتلكه من قدرة للتفاعل مع اشكال العالم الخارجي وتوليد ممكنات ظهورها. وتتميز الذات المصممة عن غيرها في قدرتها على التقاط موضوعات وصور من العمارة ومن خارجها. وينظر الى المصمم من هذه الزاوية كمتلقي للمحيط سواءا من العمارة او من خارجها، كالفنون، الحرف، البيئة الطبيعية، الصناعات التقليدية. لكنه يتميز بما يمتلكه من تهيؤ وقدرة على التفاعل الذي ينتج عن تثبيت شكل معين له كيان فيزياوي محسوس متحقق.