جرت في قسم هندسة العمارة مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة :
الملموس واللاملموس في العمارة:
التجسيد المعماري للانثروبولوجيا الثقافية في العراق

لطالبة الدكتوراه (اسماء صادق عبدالكريم العاني) وذلك اليوم الاحد الموافق 12/11/2023 على قاعة محمد مكية
تألفت لجنة المناقشة من الذوات:
أ.د. صبيح لفتة فرحان / رئيساً
أ.د. محمد جمال عبدالمنعم/ عضواً
أ.د. هدى عبدالصاحب العلوان/ عضواً
أ.م.د. انعام امين البزاز / عضواً
أ.م.د. عبد الحسين علي العسكري / عضواً
أ.د. غادة موسى رزوقي السلق/ مشرفاً

تناول البحث مفهومي الملموس واللاملموس وعلاقتهما بالعمارة من خلال متغير الانثروبولوجيا الثقافية، حيث تتصف العمارة بانها كيان فيزياوي ملموس ومُدرك، ويتوازى ذلك مع وجود خصائص لاملموسة كامنة فيها، وتمثل الانثروبولوجيا الثقافية جانباً تكمن فيه تلك السمات اللاملموسة المرتبطة بالعمارة.
أظهرت الادبيات السابقة اهتماماً بالملموس في العمارة ضمن إطار التراث المعماري، واهتماماً باللاملموس ضمن إطار التراث الثقافي، كما ان بعض الدراسات قد ركزت على مفاهيم الثقافة والانثربولوجيا الثقافية والانسان، وقد تبين عدم وضوح العلاقات بين هذه المتغيرات والعمارة تحديداً، وهنا تحددت المشكلة البحثية التي تنص على: عدم كفاية المعرفة عن علاقة (الملموس واللاملموس) وصيغة ظهورهما في العمارة من جهة والانثروبولوجيا الثقافية من جهة اخرى، وأثر ذلك في التراث المعماري.
توجه البحث الى تقصي معاني الملموس واللاملموس فكرياً وفلسفياً، وضمن ادراك الانسان لبيئته وللمكان الذي يحيط به، كما بحث في الانثروبولوجيا الثقافية وعلاقتها بالممارسات الانسانية والتراث المعماري. من خلال انتهاج المنهج الاستدلالي الافتراضي،

تم التعمق في مناقشة الفرضية عن التجسيد ليتوصل الى وجود منظورين لرؤية التجسيد عبر الزمن، الاول هو التجسيد الانثروبولوجي الذي يتحول فيه الملموس المُدرك الى لاملموس فكري، والثاني هو التجسيد المعماري الذي يتم فيه تحول اللاملموس الثقافي الى ملموس معماري. ومن ثم تم استخلاص المؤشرات الاساسية لفعل التجسيد المعماري وهي: المكان (بمقوماته الملموسة واللاملموسة)، والانسان (فرداً ومجموعةً بشريةً) ضمن ثقافته، والزمن (واثره على فعل التجسيد). وتم بناء أنموذج فكري لفعل التجسيد.

أهم ما استنتجه البحث هو ان المكان بما يحمله من خصائص طبيعية او مبنية ملموسة، وما يكمن فيه من روح المكان، هو الأساس في فعل التجسيد المعماري للانثروبولجيا الثقافية، كون المكان يوفر محيطاً لظهور واستمرارالخصائص والممارسات الثقافية للجماعات البشرية متمثلة في التراث الثقافي اللاملموس، والتي بدورها تغذي قيم المكان وتعمل على تجسيد العمارة في ذات المكان, فالتجسيد ليس فعلا واحدا بل يؤثر فيه الزمن ويخلق تنويعات ضمن مراحلية معينة .

وبعد مناقشة الطالبة والأستماع لدفاعها وتقييم مستوى مشروع البحث، منحت الطالبة درجة الدكتوراه في علوم هندسة العمارة.

Comments are disabled.