مناقشة رسالة الماجستير في قسم الهندسة المعمارية الموسومة ب (  ضوابط التصميم البيئي المستدام للأبنية التعليمية (المدارس كحالة دراسية) )

تم انجاز رسالة الماجستير للطالبة دنيا نصير طارق في قسم الهندسة المعمارية عن بحثها الموسوم ” ضوابط التصميم البيئي المستدام للأبنية التعليمية (المدارس كحالة دراسية) ” وبأشراف أ.د. صبا جبار نعمة الخفاجي وتألفت لجنة المناقشة برئاسة أ.د. لؤي طه الملا حويش وعضوية كل من أ.م. د. أريج كريم مجيد د.وضاح عبد الصاحب الموسوي و أ. د. صبا جبار الخفاجي  وتلخص بحثة بما يلي :
ظهر في الاونة الأخيرة توجه واضح نحو الأهتمام بالبيئة الطبيعية و التقليل من أستنزاف الموارد الطبيعية وتقليل الملوثات المنبعثة الى البيئة ، و قد تركز الأهتمام بشكل واضح على القطاع العمراني و الذي يعد القطاع الأكثر استهلاكا للطاقة ، فأصبحت مفاهيم العمارة المستدامة جزءاً لايتجزء من التصاميم والمشاريع المعمارية الحديثة فهي مفاهيم تستحضر التحديات البيئية والاقتصادية التي القت بظلالها على مختلف القطاعات في هذا العصر وتواجهها بشكل كفوء وفعال من خلال تخطيط وتصميم وتنفيذ المباني بأساليب وتقنيات متطورة تسهم في التقليل من الاثار السلبية على البيئة مما يساهم في خلق مباني كفوءة وفعالة.
       تعد الأبنية المدرسية من أكثر المباني أنتشاراً في العالم بسبب توفيرها للخدمات التعليمية للطلبة بكافة المراحل العمرية  ، ونتيجة لأحتوائها على عدد كبير من الشاغلين و لفترات طويلة فأن ذلك يؤدي الى أستنزاف كميات كبيرة من الطاقة والموارد بهدف توفير بيئة داخلية مريحة ، لذا فقد ظهر توجه واضح نحو تطبيق مفاهيم العمارة المستدامة في المباني المدرسية لما لها من تأثير واضح في سلوكيات الشاغلين والمجتمع المحلي ككل ودعم العملية التعليمية ، فضلاً عن التقليل من أستنزاف الموارد الطبيعية مما يساهم في خلق بيئة تعليمية عالية الأداء.
       من ذلك برزت المشكلة العامة للبحث في تساؤل معرفي حول دور الأستدامة و أهميتها في تصميم الأبنية التعليمية و خاصة المدارس و إمكانات المدارس المستدامة في إستخدام مصادر الطاقة غير الناضبة في تصميمها البيئي المستدام بما يناسب المناخ الحار الجاف ، أما المشاكل المعرفية الفرعية  فتمثلت في النقص المعرفي حول الستراتيجيات التخطيطية للمدارس المستدامة و الآليات المتبعة في تخطيط وتصميم الفضاء المدرسي الخارجي المستدام ، والنقص المعرفي حول الستراتيجيات التصميمية و التقنية للمدارس المستدامة و آليات التنفيذ لأستخدام مصادر الطاقة غير الناضبة  ، وحدد هدف البحث في بناء قاعدة معرفية حول اهمية الأستدامة في المدارس بما توفره من فوائد آنية ومستقبلية ، والتقنيات وستراتيجيات المدارس المستدامة و آليات تطبيقها لتوفير بيئة تعليمية مريحة بما يناسب المناخ الحار الجاف ، و التقنيات والأستراتيجيات المتبعة في أعادة التأهيل المستدام للمباني المدرسية التقليدية بهدف تطويرها الى مباني مدرسية مستدامة ، التعريف بالبدائل و الآليات الأنسب في ضوء المحددات التقنية ( التشغيل ، الصيانة ) و مدى ملائمتها للمناخ الحار الجاف ، المقارنة بين البدائل المطروحة و التعريف بالأساليب التكنولوجية الممكن توظيفها من اجل خلق مدرسة عراقية مستدامة كفؤة بيئياً معتمدة على الدمج مابين الاسلوبين الفعال و المنفعل ، دراسة مجموعة من العينات البحثية المنتخبة بهدف التوصل الى المؤشرات التصميمية المشتركة الممكن تطبيقها لتطبيق أعادة التأهيل المستدام في المدارس العراقية ، بهدف خلق مدرسة عراقية مستدامة كفوءة بيئياً ، لذلك أعتمد البحث على الفرضية الرئيسة بأن تتحقق مفاهيم الأستدامة في عمارة المباني المدرسية من خلال تكامل العمليات التخطيطية و التصميمية بالأعتماد على النظم الفعالة والمنفعلة وتكاملها مع المبنى ضمن المناخ الحار الجاف . اما الفرضيات الثانوية فتتمثل في توفر المحددات التخطيطية والتصميمية للمباني المدرسية إمكانات للتشغيل والديمومة و التفاعل الأيجابي مع البيئة عمرانياً وبصرياً و تشغيلياً مع مراعاة التطورات المستقبلية ، والتكامل بين الفضاءات التعليمية المدرسية الخارجية والداخلية بما يحقق مبنى مدرسي كفوء بيئياً و تعليمياً.
       يتكون البحث من خمسة فصول رئيسة ، الفصل الأول : يتناول دور المباني المدرسية والأنظمة التعليمية المختلفة ومدى تأثير المبنى المدرسي على أدائية الطلبة والأساتذة والمجتمع في مبحثه الاول ، ليدرس في مبحثه الثاني دور الأستدامة في المباني المدرسية وفوائدها وسماتها وخصائصها وتأثيراتها على العملية التعليمية ككل ، الفصل الثاني : يتناول التخطيط العمراني المستدام و المراحل التخطيطية للمدارس المستدامة وتوضيح الأسس والمعايير التخطيطية للمدارس المستدامة في مبحثه الأول ، ليدرس في مبحثه الثاني أهمية الأستدامة في الفضاء المدرسي الخارجي وخصائص الفضاء وسماته وفوائده ومدى تأثيره على العملية التعليمية ، الفصل الثالث : يتناول الأعتبارات التصميمية للمبنى المدرسي المستدام وفصوله الدراسية و معايير جودة البيئــة الداخليــة للمباني المدرسية المستدامة وكيفية توظيف الطاقات المتجددة في تلك المباني في مبحثه الأول ، ليدرس في مبحثه الثاني أهمية إعادة تأهيل المستدام للمباني المدرسية وتحديثها ومراحل عملية أعادة تأهيل المبنى المستدام ، ومن ثم أستخلاص مؤشرات الأطار النظري في المبحث الثالث ، الفصل الرابع : تطبيق مؤشرات الأطار النظري على  خمسة عينات بحثية منتخبة ، ومن ثم التوصل الى المؤشرات المشتركة الممكن تطبيقها على الواقع المحلي، وأخيراً الفصل الخامس : تضمن الخروج بجملة من الأستنتاجات والتوصيات بما يخدم فرضية البحث.






Comments are disabled.